#نص_تكتيكي
في التغريدات القادمة، سأتحدث عن أسلوب لعب #أتلتيكو_مدريد مع دييغو سيميوني

🗒️ هذا التقرير يتضمّن:
💬 30 تغريدة
📸 25 صورة
⚠️ الإحصائيات الخاصة بهذا الموسم تأتي حتى نهاية الجولة 18 من الدوري الإسباني #LaLiga
🔗جميع الإحصائيات من موقع: https://fbref.com
🔗 الموقع المستخدم لتصميم الصور التوضيحية🔻
https://tactical-board.com/uk/big-football
📂 سيتم تقسيم هذه السلسلة من التغريدات إلى 4⃣ أقسام:
1⃣ شرح البناء والصعود بالكرة والتحوّل بين 2-4-4 و 2-5-3
2⃣ شكل الفريق في الثلث الأخير من الملعب
3⃣ شرح مفصّل لأسلوب سيميوني الدفاعي وتوضيح فكرة مصائد ومحفّزات الضغط
4⃣ قصة الشيطان الأوروغوياني ومعسكر الجحيم
في صيف موسم 19/20، قام أتلتيكو مدريد بالعديد من الصفقات مقابل العديد من الأسماء التي رحلت في إطار تجديد دماء الفريق الذي عمل عليه دييغو سيميوني
هذا الأمر جعل بداية الفريق بطيئة في الموسم الماضي، قبل أن يجد سيميوني التوليفة المناسبة والتي أظهرت الفريق بصورةٍ أفضل في الموسم الحالي
في البناء، يعتمد #أتلتيكو_مدريد على التحوّل من 2-4-4 إلى 2-5-3 ببقاء الظهير (عادةً هيرموسو) كمدافعٍ ثالث بهدف التفوّق على خط الضغط الأول للخصم، مع توسيع الظهير والجناح للملعب لتفكيك التكتلات الدفاعية.
الفكرة الأساسية لسيميوني هي خلق تفوّق بين الخطوط وفي أنصاف المساحات

تحركات محوري الارتكاز تعتمد على شكل الخصم في الضغط:
● فإذا كان ضغط الخصم قويّاً، يبقيان أمام ثلاثي الدفاع، مع دخول الجناح في أنصاف المساحات، في حين ينزل المهاجم (عادةً جواو فيليكس) للتواجد في أنصاف المساحات على الجانب الآخر، ليتحوّل شكل الفريق إلى 1-2-4-3

● أما في حال لم يكن الخصم يضغط عالياً على الدفاع ولاعبي الوسط، يبقى محور ارتكاز وحيد أمام الدفاع (عادةً كوكي)، في حين يتقدّم محور الارتكاز الآخر للأمام للتواجد في أنصاف المساحات، الأمر الذي يمنح الجناح فرصة الدخول أكثر للعمق والتواجد بين الخطوط، ليتحوّل شكل الفريق إلى 1-3-3-3

يعتمد دييغو سيميوني على 3⃣ أمور رئيسية للصعود بالكرة:
➊ استخدام قدرة هيرموسو، تريبيير وكوكي في التمريرات التقدمية Progressive Passes
➋ الحرية في التحرك وتبادل المراكز بين اللاعبين في أنصاف المساحات وبين الخطوط
➌ خلق مثلثات تمرير على الأطراف في حال أجاد الخصم إغلاق العمق

إحصائيات معدلات التمريرات التقدمية توضّح احتلال الثلاثي (هيرموسو – تريبيير – كوكي) مراكز متقدمة على مستوى الدوري الاسباني هذا الموسم.
في حين يحظى ماريو هيرموسو بثالث أعلى معدلات التمرير نحو الثلث الأخير من الملعب على مستوى مدافعي الدوري بعد سيرجو راموس وكليمنت لونغليه

فكرة خلق مثلثات تمرير على الأطراف في حال أجاد الخصم إغلاق العمق تتم بصورةٍ ممتازة مع دعم مدافعي الأطراف لكل من الجناح الخلفي ولاعب الوسط والمهاجم المتواجدين في ذات الجهة.
يهدف سيميوني من خلال ذلك لخلق مساحة بين الخطوط أو نقل الكرة للطرف الآخر حيث يتواجد الجناح الخلفي

الاختلاف الواضح على أسلوب أتلتيكو مدريد هذا الموسم هو ارتفاع نسبة الاستحواذ على الكرة مقارنةً بالموسم الماضي، إضافةً لارتفاع معدلات التمريرات القصيرة والمتوسطة.
هذا الأمر يوضح محاولة سيميوني البحث عن الصعود بالكرة من الخلف بدلاً من الاعتماد على الارتداد والكرات الطويلة المباشرة

يلعب أتلتيكو كراتٍ طويلة بشكلٍ مستمر كذلك خصوصاً عند إجادة الخصم الضغط على خط دفاعه وأغلق خطوط التمرير بين الخطوط.
حينها يتحرك المهاجم بشكلٍ عرضي للتواجد في المساحة التي يُخلّفها صعود ظهير الخصم للضغط على الجناح الخلفي، مع تحرك المهاجم الآخر بشكل قطري في المساحة بين المدافعين

في الثلث الأخير من الملعب، يتمتّع اللاعبون بحرية كبيرة في النزول والتواجد كخيارات متاحة للتمرير بين الخطوط لمحاولة الربط وعمل الزيادة العددية أو التحرك على الأطراف لخلق مثلثات تمرير.
هذه الحرية يُساندها الفهم الواضح لكل لاعبي أتلتيكو مدريد للمساحة والتناغم الكبير فيما بينهم
فمثلاً، مع نزول فيلكس لاستلام الكرة بين الخطوط يدخل كوريا للعمق ويتحرك يورينتي في أنصاف المساحات.
ومع استلام كوريا للكرة، يكون أمامه أكثر من خيار؛ إما التمرير ليورينتي أو سواريز أو التمرير للجناح الخلفي وحينها يتحرك اللاعبون لداخل منطقة الجزاء لاستقبال الكرة العرضية

دفاعياً، يعتمد دييغو سيميوني على 4⃣ أمور رئيسية:
➊ إغلاق العمق والتنوّع الذكي بين الضغط العالي High-Block والضغط المتوسط Mid-Block
➋ تحرك الفريق ككتلة واحدة سواءً بطول الملعب أو بعرضه
➌ استخدام محفّزات ومصائد الضغط
➍ إغلاق أنصاف المساحات والمنطقة 14 في الضغط المنخفض Low-Block

يتحوّل أتلتيكو مدريد دفاعياً إلى 2-4-4، ولكن يتمتّع الفريق بمرونةٍ كبيرةٍ في تغيير الرسم بحسب شكل الخصم عند البناء.
الهدف الأساسي هو إغلاق العمق، ومحاولة إجبار الخصم على التوجّه للأطراف من أجل استخدام خط الملعب كعنصر ضغط إضافي مع الرقابة رجل لرجل على خيارات التمرير للعمق

في الضغط المتوسط Mid-Block، يقف المهاجمون لقطع خطوط التمرير نحو لاعبي وسط الخصم.
ومع توجّه الكرة للأطراف يضغط المهاجم القريب على حامل الكرة مع مساندة الجناح ولاعب الوسط في رقابة خيارات التمرير لعمق الملعب، في حين يقوم المهاجم الآخر بتغطية خيار العودة للخلف

عند توجّه الكرة للأطراف يتحرك لاعبوا أتلتيكو مدريد ككتلةٍ واحدةٍ لخلق زيادة عددية في جهة الكرة، وحينها يدخل الجناح المتواجد في الطرف الآخر أكثر لإغلاق العمق مع لاعب الوسط، الأمر الذي يسمح للجناح ولاعب الوسط والمهاجم المتواجدون في جهة الكرة أن يضغطوا على حامل الكرة وخيارات التمرير

إغلاق خيارات حامل الكرة نحو العمق وإجبار الخصم على تدوير الكرة واللعب الجانبي يمنح لاعبي أتلتيكو مدريد الفرصة للتقدم ككتلةٍ واحدةٍ ومحاولة كسب مساحاتٍ أكبر لتضييق الملعب

اعتماد أتلتيكو مدريد على الضغط العالي High-Block يكون في أوقاتٍ محدّدة من المباريات وحالاتٍ معينةٍ أبرزها عند إعادة الخصم الكرة للخلف، حيث يستخدم لاعبوا أتلتيكو عودة الكرة كمحفّزٍ للصعود والضغط أكثر على خط الدفاع.
يتمتع لاعبوا أتلتيكو بتنظيمٍ ممتازٍ في الضغط ككتلةٍ واحدة

واحدة من أهم الطرق الدفاعية التي يعتمد عليها دييغو سيميوني هي مصائد الضغط.
حيث يحاول لاعبوا أتلتيكو مدريد اختيار بعض المناطق (أو اللاعبين) ومنحهم مساحة لاستلام الكرة قبل الضغط عليهم سريعاً لاستعادتها، ويختلف تحديد المناطق أو اللاعبين بحسب الخصم
تظهر مصائد الضغط التي يعتمد عليها أتلتيكو مدريد في أكثر من منطقة، ولكن تبقى المنطقة الأبرز هي عمق الملعب.
حيث يُحاول دييغو سيميوني من خلال ذلك إلى تحفيز لاعبي الخصم للصعود أكثر، الأمر الذي يمنح لاعبي أتلتيكو مساحات جيدة للارتداد عند استعادة الكرة في العمق

مع صعود الخصم بالكرة، تكون أولوية أتلتيكو مدريد الدفاعية هي الحفاظ على تفوّقٍ عددي في خط دفاعه بثلاثة لاعبين على الأقل.
فمع إغلاق العمق وتوجّه الخصم للأطراف، يتحرك الظهير المتواجد على تلك الجهة للضغط، وحينها يتحرك الظهير على الطرف الآخر للانضمام لتكوين ثلاثي دفاعي في الخلف

هذا التحرك لتكوين خط دفاع مكوّن من 3 لاعبين يمنحهم الحماية اللازمة لصعود أحدهم للضغط في حال تمكّن الخصم من خلق بعض المساحة بين الخطوط، كما يُعزّز من فكرة مصيدة الضغط التي يعتمد عليها دييغو سيميوني في عمق الملعب
في الضغط المنخفض Low-Block، تكون فكرة أتلتيكو مدريد الدفاعية هي إغلاق أنصاف المساحات والمنطقة 14 (أمام منطقة الجزاء)
فمع توجّه الظهير للضغط على الأطراف يقوم محور الارتكاز بالنزول والتواجد في أنصاف المساحات، في حين يبقى محور الارتكاز الآخر أمام منطقة الجزاء مع دخول الجناح بجانبه

وفي حالاتٍ مختلفة -ومع تواجد الكرة على الأطراف- يقوم الجناح بالنزول أكثر ومساندة الظهير، الأمر الذي يمنح الأخير فرصة تغطية أنصاف المساحات وإبقاء محوري الارتكاز أكثر لتغطية العمق مع مساندة الجناح على الجانب الآخر والتحوّل دفاعياً إلى 2-3-5 ومحاولة خلق كثافة عددية داخل منطقة الجزاء

أسلوب لعب سيميوني يتطلّب الكثير من الجهد والتركيز من كل اللاعبين وهو الأمر الذي يقودنا للحديث عن الأوروغوياني أوسكار أورتيغا [62 سنة] مدرب اللياقة والذي درّب سيميوني حين كان لاعباً في أتلتيكو موسم 2003/04، قبل أن ينضم لطاقمه التدريبي منذ مهمته الأولى كمدربٍ في الأرجنتين وحتى الآن

يعتمد أوسكار أورتيغا على تهيئة اللاعبين لياقياً قبل بداية الموسم من خلال المعسكر التدريبي الذي يُقيمه الفريق سنوياً في سيغوفيا (خارج العاصمة مدريد)، والذي يتضمّن 14 ساعة من الركض صعوداً وهبوطاً على تلال ملاعب الجولف مع فترات راحةٍ متقطّعةٍ لتناول الوجبات
بسبب الجهد الكبير الذي يطلبه أوسكار أورتيغا من اللاعبين وساعات الركض الطويلة خلال المعسكر يُطلق اللاعبون على المعسكر اسم (الجحيم الحي) ويصفون أورتيغا بالشيطان
https://twitter.com/tactext/status/1355248118737096705
حيث كثيراً ما يتعرّض اللاعبون لحالات إغماءٍ أو تقيّء بسبب الإجهاد -خصوصاً أولئك المنضمين حديثاً-
أسلوب أوسكار أورتيغا في التدريبات اللياقية يجعل لاعبي أتلتيكو قادرين على مواصلة بذل الجهد حتى النفس الأخير من الموسم، ولكنه أيضاً جعل النادي يتخلى عن بعض الأسماء بسبب عدم قدرتها على مواكبة هذا الجهد البدني الكبير الذي يطلبه أورتيغا باستمرار طوال الموسم
https://t.co/v8r7dI8Xpp
💬يتحدّث أوسكار أورتيغا عن نهجه غير التقليدي في التدريبات اللياقية بأنّه نابعٌ من عمله في رياضة الرجبي قبل عمله في كرة القدم، حيث يقول:
🗣️"هنالك أشياء من لعبة الرجبي يمكن نقلها لكرة القدم مثل معرفة الوقت والمكان المناسبين للضغط، ومتى تقطع الكرة، وكيفية العمل كفريقٍ واحد"

من المهم الإشارة أخيراً إلى أن دييغو سيميوني يسمح لأوسكار أورتيغا بعمل حصص تدريبية متخصصة تحاكي المباريات بحسب الخصم القادم، كما يُشارك في قرار التغييرات داخل المباراة بحكم معرفته الكاملة بجاهزية اللاعبين حيث يجعلهم يقومون بعمليات الإحماء مبكراً مع بداية الشوط الثاني.
📌انتهى

Originally tweeted by نَص تكتيكي (@tactext) on 29 يناير,2021.