إسرائيل وحزب الله، حب من طرف ثالث

تخيل حرباً كانت بين طرفين وانتصر بها الطرف الثالث؟
ذلك ما حدث في حرب يوليو/تموز 2006 المشبوهة بين حزب الله وإسرائيل، عندما روج حزب الله لانتصارٍ كبير حققته المقاومة، وفي الواقع كانت هزيمة نكراء تكبدها لبنان وحده، فيما روجت إسرائيل لهزيمتها رغم مكاسبها على أرض الواقع.

أكثر المكاسب حصدتها إيران -وربما قصدها نصر الله في وصفه لما حدث بالانتصار- فقد تجاوزت إيران الضغوطات الدولية عليها في ذلك الوقت على خلفية مشروعها النووي.

والقارئ للتاريخ، يعلم جيداً قدرة إسرائيل على تصفية أعدائها أينما كانوا، ولنا في محمود المبحوح، عز الدين شيخ جليل وفتحي الشقاقي خير مثال.

والسؤال، لماذا لم تحاول إسرائيل اغتيال حسن نصر الله رغم أن طائراتها تحوم فوق بيته في ضاحية بيروت بينما تقتل في فلسطين قادة المقاومة حتى لو كانوا داخل المساجد؟
والجواب، هو أن نصر الله أكبر من خدم إسرائيل، فالتهديدات التي يطلقها لا تتجاوز شاشة التلفاز، والحب الذي نشأ بينهما ما هو إلا لكون العدو واحد، وكذلك الشيء بالنسبة لإيران، فالعلاقات الإيرانية-الإسرائيلية متجذرة تاريخياً، وأعمق من تلك الشعارات التي يطلقانها ضد بعضهما.

فرغم ذلك العداء المصطنع، سهلت إيران قصف إسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981، وشحنت إدارة ريغان الأسلحة لإيران عن طريق إسرائيل، فيما تبين بعد ذلك أن العقوبات التي فرضت عليها نتيجة لمشروعها النووي لم تكن ذات فاعلية مقارنة بالعقوبات التي فرضت على العراق والتي من أجلها احتلت.

في النهاية أقول بأن العداوة المتبادلة بين إيران وإسرائيل ما هي إلا مسرحية هزلية، تتيح لكليهما مواصلة التسلح ونحن الضحية.

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s