هل وجود هالاند مشكلة في مانشستر سيتي

#نص_تكتيكي | هل وجود هالاند مشكلة في #مانشستر_سيتي

🔸 لماذا اختلف شكل #السيتي مرتين هذا الموسم
🔸 مدى جودة هالاند في تطبيق المهام المطلوبة منه
🔸 شرح لمشاكل خلق الفرص ومدى تأثير انخفاض أداء الظهيرين
🔸 توضيح لمعضلة التوقعات التي خلقها هالاند

تحت هذه التغريدة🔻

بالرغم من تسجيله [28 هدفاً] في [25 مباراة] لعبها مع #مانشستر_سيتي حتى الآن؛ إلّا أنّ الأسئلة لا تزال قائمة حول ما إذا كانت نسخة #السيتي مع إيرلينغ هالاند هي أقل نسخ الفريق تحت إدارة بيب غوارديولا

في هذه السلسلة سنتحدث بالتفصيل عن حقيقة ذلك

من المهم الإشارة أولاً إلى النقاط الأساسية التي يعتمد عليها أسلوب لعب بيب غوارديولا مع الكرة:
🔸 خلق تفوق عددي دائم في كل مراحل اللعب
🔸 خلق مثلثات تمرير على الأطراف
🔸 إشغال كافة الممرات الأفقية للملعب
🔸 توسيع الملعب بشكلٍ دائم لتفكيك التكتل الدفاعي

لنعود في البداية للحديث عن شكل #السيتي مع غوارديولا والذي اختلف عدّة مرّات على مدار المواسم الماضية منذ وجود مهاجمٍ رئيسي مثل سيرجيو أغويرو وحتى وجود مهاجم متحرك مثل غابرييل خيسوس أو مهاجم وهمي مثل فيل فودين وحالياً بوجود مهاجم مختلف الخصائص مثل إيرلينغ هالاند

1⃣-3⃣ بوجود مهاجم مثل سيرجيو أغويرو

شكل #مانشستر_سيتي مع الكرة وقتها كان يتحوّل إلى 3-2-3-2 بدخول الظهيرين في وسط الملعب الأمر الذي يمنح لاعبا الوسط (ديفيد سيلفا ودي بروين) فرصة التواجد في أنصاف المساحات وبالتالي قدرة أكبر على خلق تفوق عددي في وسط الملعب وأمام مدافعي الخصم

2⃣-3⃣ بوجود مهاجم متحرك أو مهاجم وهمي

شكل #مانشستر_سيتي مع الكرة حينها بات يتحوّل إلى 3-2-2-3 بثبات الظهير كمدافع ثالث وتقدم الظهير الآخر ليتواجد كلاعب وسط بجانب لاعب الارتكاز

تواجد مهاجم متحرك أو مهاجم وهمي كان يمنح #السيتي إمكانية أكبر لخلق زيادة عددية بين الخطوط

3⃣-3⃣ بوجود إيرلينغ هالاند

اختلف شكل #مانشستر_سيتي مع الكرة مرتين تقريباً هذا الموسم؛ فبعد أن بدأ بشكل 3-2-3-2 تحوّل لاحقاً إلى 3-2-2-3

تحوّل غوارديولا من شكل 3-2-3-2 الذي بدأ به الموسم إلى شكل 3-2-2-3 هدف من خلاله إلى تأمين خط الدفاع بصورةٍ أكبر ضد التحوّلات الهجومية

هذا التحوّل زاد بصورةٍ أكبر من حاجة هالاند للنزول بين الخطوط لربط اللعب بوتيرةٍ أعلى مما كان يحدث سابقاً

هالاند معتاد على النزول بين الخطوط وفي أنصاف المساحات للمساهمة في ربط اللعب وبالتالي لم تكن هذه المهمة جديدة عليه -باتت بنسقٍ أعلى- ولكن حتى لو لم يمتلك لمسةً إبداعية إلّا أن مجرّد نزوله كان يوفر خيارات جيدة سواءً بإفراغ مساحة لزملاءه أو إفراغ مساحة لنفسه

لكن من غير المنطقي أن يتم الحكم على هالاند عند مقارنته بفاعلية خيسوس مثلاً من ناحية النزول بين الخطوط وربط اللعب

📊 هالاند هذا الموسم وخيسوس الموسم الماضي:
▪️ معدل لمس الكرة:
🇳🇴 هالاند – [24.1]
🇧🇷 خيسوس – [49]
▪️ معدل التمريرات الصحيحة:
🇳🇴 هالاند – [11.8]
🇧🇷 خيسوس – [30.5]

وبالتالي؛ الفارق كبيرٌ بين هالاند وخيسوس في أسلوب اللعب؛ فلو قلنا أن خيسوس كان أحد معطيات المنظومة الهجومية للسيتي فإن هالاند هو الناتج النهائي لمنظومة الفريق الحالية

💡 ربما يتّضح ذلك عند المقارنة بين هدافي #السيتي الموسم الماضي وهذا الموسم بعد مرور [18 جولة]

عند النظر للخريطة الحرارية لهالاند سنجد أن النرويجي يحتل بصورةٍ واضحة منطقتين:
1⃣ المساحة أمام منطقة الجزاء (Zone 14) في انتظار فرصة التحرك داخل المنطقة خلف دفاع الخصم
2⃣ منطقة الجزاء

إذاً؛ واجبات هالاند الأساسية تتعلق بتسجيل الأهداف وبالتأكيد هو ناجح تماماً في ذلك

حيث توضح إحصائيات الأهداف المتوقعة xG تفوقه على كل مهاجمي الدوريات الكبرى بتسجيله [22 هدفاً] من [15.5 هدفاً متوقعاً] الأمر الذي يضعه في المرتبة الأولى في الفارق بين الأهداف المتوقعة والمسجلة [6.5]

إضافةً لذلك؛ يمتلك هالاند أحد أعلى معدلات الأهداف المتوقعة لكل تسديدة دون احتساب ركلات الجزاء [0.20] كما يمتلك نسبة [32.84%] في تحويل التسديدات إلى أهداف

هذه الإحصائيات توضّح أن هالاند يُسجّل في كل فرصة ممكنة تقريباً؛ الأمر الذي يقودنا للحديث عن كمية الفرص التي يخلقها #السيتي

في الموسم الماضي؛ امتلك #مانشستر_سيتي معدل [18.53 تسديدة/90 دقيقة]

هذا الموسم انخفض المعدل إلى [16.79 تسديدة/90 دقيقة] امتلك فيها هالاند [67 تسديدة] بنسبة [21%] من إجمالي التسديدات؛ يليه:
🇧🇪 دي بروين [14.11%]
🇩🇪 غاندوغان [9.09%]
🏴󠁧󠁢󠁥󠁮󠁧󠁿 فودين [8.78%]
🇪🇸 رودري [8.46%]

وعند النظر إلى الموسم الماضي؛ سنجد أن العديد من لاعبي #مانشستر_سيتي شاركوا في نسب التسديد على المرمى:
🇵🇹 جواو كانسيلو [11.5%]
🇧🇪 كيفن دي بروين [11.08%]
🇧🇷 غابرييل خيسوس [8.95%]
🏴󠁧󠁢󠁥󠁮󠁧󠁿 فيل فودين [8.1%]
🇩🇿 رياض محرز [7.95%]
🇩🇪 إلكاي غاندوغان [7.81%]
🏴󠁧󠁢󠁥󠁮󠁧󠁿 رحيم ستيرلينغ [7.67%]

نسب التسديدات هذه توضّح أن تسديدات #السيتي في الموسم الماضي توزّعت بنسبٍ متقاربة على أكثر من لاعب؛ في حين أن تسديدات الفريق هذا الموسم كان أقل من ربعها بقليل من نصيب لاعبٍ واحد فقط وهو إيرلينغ هالاند

ولتوضيح معضلة انخفاض معدل التسديدات؛ نلقي نظرة على معدل إجراءات إنشاء التسديدات SCA للاعبي #السيتي هذا الموسم لنجد بعض التباين بين لاعبين ارتفعت معدلاتهم بشكل جيد مثل محرز وفودين ورودري ولاعبين ارتفعت معدلاتهم بشكل طفيف؛ وآخرين انخفضت معدلاتهم بشكل كبير مثل كانسيلو ووالكر وسيلفا

وبالنظر إلى أهمية أدوار الظهيرين على أسلوب #السيتي مع تداخلهما الأكبر في اللعب مقارنة بالموسم الماضي سنفهم لماذا يقوم غوارديولا بتغييرهما كثيراً هذا الموسم مع انخفاض الأداء خصوصاً كانسيلو الذي لا يحظى بديله أكي بالقدرة على تقديم ذات الأدوار التي كان يفعلها

فبالرغم من الأداء الممتاز الذي يُقدّمه ناثان أكي هذا الموسم على الصعيد الدفاعي وحتى في مساعدة الفريق بالتقدم بالكرة إلا أنه يمتلك معدل تمريرات تقدمية يصل إلى [3.54] -وهو الأعلى له مع #السيتي– لكنه يظل أقل من كانسيلو [5.28] ومن زنتشينكو الذي امتلك في الموسم الماضي معدل [6.55]

فمع رحيل زنتشينكو وتراجع أداء كانسيلو وعدم قدرة ناثان أكي على القيام بذات الأدوار (بحكم أنه في الأصل قلب دفاع)؛ إضافةً إلى أن والكر لا يتمتّع بذات الفاعلية الهجومية التي يتمتّع بها كانسيلو؛ بات #السيتي أقل مرونة من الموسم الماضي -على اقل تقدير-

هذا الأمر استدعى من غوارديولا اشراك ريكو لويس [18 سنة] والذي قدّم أداءً مميزاً جدّاً استحق فيه الحصول على دقائق لعب أكبر؛ خصوصاً مع قدرته الممتازة على التواجد في وسط الملعب والقيام بأدوار الظهير الوهمي ومساندة الفريق في البناء والصعود بالكرة والتأثير في الثلث الأخير من الملعب

إضافةً لذلك؛ من المهم الإشارة إلى تقلّص خيارات #السيتي الهجومية خصوصاً مع رحيل ستيرلينغ عن الفريق (ولا أقصد هنا ستيرلينغ كلاعب) ولكن كهوية جناح قادر على الركض في المساحة

فلا رياض محرز ولا غريليش أو فيل فودين بإمكانهم القيام بهذا الدور ودائماً ما يفضلّون استلام الكرة بأقدامهم

وبالتالي بات هالاند هو النقطة الرئيسية التي توجّه لها دفاعات الخصم أنظارها بعد أن كان #السيتي يمتلك أكثر من خيار هجومي يشتّت أنظارهم

إذاً؛ يُمكن القول بأن السيتي حاول اختصار أهداف رحيم وخيسوس معاً بلاعبٍ واحد وكان هالاند ناجحاً في ذلك بالطبع ولكن الفريق ظهر مفتقداً للتنوّع

افتقاد #السيتي للتنوّع حتى الآن لا يخص رحيل بعض الأسماء فقط ولكن حتى الأداء الفردي لبعض اللاعبين متراجعٌ بشكلٍ واضح.

أسباب هذا التراجع لا يُمكن الجزم بها (تختلف بين أمور ذهنية وأمور بدنية) ولكن حديث غوارديولا بعد لقاء توتنهام قد يوضّح جانباً من ذلك

جانب آخر ينبغي الإشارة إليه وهو ما يمكنني تسميته بـ(معضلة التوقعات) التي خلقها هالاند في أذهان زملاءه

ففي بداية الموسم كان واضحاً أن طلب هالاند الدائم للكرة وأحياناً في وضعيات صعبة عاملاً محفّزاً لزملاءه لتغيير رتم تناقل الكرة في الثلث الأخير من الملعب

هذا الأمر نابعٌ من طبيعة هالاند كلاعبٍ مباشرٍ على المرمى؛ ومحاولة زملاءه مجاراته في ذلك كان أمراً جيّداً له وللفريق ككل من الناحية الهجومية؛ ولكنّ دفاعياً ظهرت مشكلة التحوّلات الهجومية للخصوم مع ارتفاع معدّل فقدان الكرة كنتيجة طبيعية لارتفاع معدلات المخاطرة في التمريرات

مشكلة #السيتي الدفاعية تظهر عند مقارنة معدلات التسديدات التي تعرض لها هذا الموسم والموسم الماضي

فحتى الجولة 19 في الموسم الماضي تعرض الفريق لمعدل [6.21 تسديدة/90 دقيقة] ومعدل أهداف متوقعة [12.49] وفي هذا الموسم ارتفع المعدل إلى [7.16 تسديدة/90 دقيقة] ومعدل أهداف متوقعة [17.49]

بسبب ذلك؛ تحوّل غوارديولا من رسم 3-2-3-2 مع الكرة والذي بدأ به الموسم إلى رسم 3-2-2-3 كمحاولة لزيادة فاعلية الاستحواذ على الكرة ولحل مشكلة التحوّلات الهجومية للخصم؛ ولكن الأهم أنّه كان واضحاً أن لاعبي #السيتي حاولوا تقليل حجم المخاطرة في التمرير نحو هالاند لتفادي فقدان الكرة

هنا تبلورت (معضلة التوقعات)

فبات حامل الكرة في #مانشستر_سيتي بين خيارين:
▪️ المخاطرة والتمرير لأحد أفضل المهاجمين قدرةً على تسجيل الأهداف ومحاولة استغلال تحركاته الممتازة خلف الدفاع
▪️ تدوير الكرة كما اعتاد الفريق بدلاً من المخاطرة بفقدانها
https://t.co/uRFOO4Tz2F

في النهاية؛ يمكن تلخيص مشاكل #مانشستر_سيتي هذا الموسم بالتالي:
▪️ انخفاض الأداء الفردي لمجموعة من اللاعبين وبالذات الظهيرين
▪️ الافتقاد لعمق مناسب في التشكيلة بإمكانه خلق التنوّع في الثلث الأخير
▪️ الاعتماد المفرط على هالاند بعد أن كانت المسؤوليات الهجومية تتوزع على أكثر من لاعب

وبالتالي؛ من الصعب القول بأن هالاند هو مشكلة #مانشستر_سيتي هذا الموسم؛ فهو يقوم بمهمته كهداف على أكمل وجهٍ ممكن بالنظر إلى انخفاض الأداء الفردي للعديد من اللاعبين حوله.

ولكن من الصعب أيضاً تجاهل التغييرات التي حدثت على أسلوب لعب #السيتي كنتيجة طبيعية لوجود مهاجم مختلف عمّن سبقه

هذا الأمر يعني أن #مانشستر_سيتي يمتلك سلاحاً هجومياً فتّاكاً مثل هالاند ولكن حتى هذه اللحظة هو السلاح الوحيد الذي إن فقده في الملعب لا يملك سلاحاً آخر بإمكانه تعويضه؛ ومهمة غوارديولا هنا أن يكتشف سلاحاً جديداً يُضيفه للملعب لمساندة سلاحه الرئيسي

🔚 انتهى

Originally tweeted by نَص تكتيكي (@tactext) on 20 يناير,2023.

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s