#نص_تكتيكي | أسلوب لعب إيريك تن هاغ
🔸 شرح فلسفته التدريبية ومدى تأثير بيب غوارديولا عليه
🔸 استعراض مفصّل للأنماط التي يستخدمها في البناء والصعود بالكرة
🔸 شكل أياكس في الثلث الأخير من الملعب
🔸 أسلوب الضغط وتفصيل لمرونة شكل الفريق الدفاعي
في التغريدات القادمة🔻

تجدر الإشارة أوّلاً إلى أن هذه السلسلة من التغريدات تخص أسلوب لعب أياكس مع تن هاغ خلال الموسم الحالي 2021/22؛ فيما سبق وأن تحدثت عن أسلوب لعب الفريق تحت قيادته موسم 2018/19 من خلال سلسلة التغريدات المرفقة 🔻
🗒️ هذا التقرير يتضمّن:
💬 32 تغريدة
📷 29 صورة
🎥 07 فيديوهات
📊 الإحصائيات مقدمة من http://FBref.com حتى نهاية دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا
🖼️ تصميم الصور التكتيكية🔻
https://tactical-board.com/uk/big-football
🎞️ تصميم الفيديو عبر تطبيق TacticalPad

📂 سيتم تقسيم هذه السلسلة من التغريدات إلى 5 أقسام:
1⃣ استعراض سريع لمسيرته التدريبية
2⃣ شرح فلسفته التدريبية
3⃣ شكل أياكس عند البناء والصعود بالكرة
4⃣ شكل الفريق في الثلث الأخير من الملعب
5⃣ الشكل الدفاعي وشرح أسلوب الضغط
وُلد إيريك تن هاغ في الثاني من فبراير 1970 في مدينة هاكسبيرخن بمقاطعة أوفرايسل الهولندية؛ وبدأ حياته الكروية مدافعاً في الفئات السنية لنادي تفينتي بدايةً من يوليو 1989.
صعد تن هاغ للفريق الأول لتفينتي بعد عامين ثم انتقل إلى نادي دي غرافشاب واستطاع الصعود معهم لدوري الدرجة الأولى

منذ 1992 وحتى اعتزاله في 2002؛ تنقّل إيريك تن هاغ بين أكثر من نادٍ هولندي، حيث قضى موسماً مع نادي RKC فالفيك وموسماً آخر مع نادي أوتريخت قبل أن يعود للمرة الثانية والأخيرة كلاعب إلى ناديه الأم تفينتي في 1996 واعتزل اللعب تماماً وهو في الـ32 من عمره

بعد عامٍ من اعتزاله كرة القدم، عُيّن إيريك تن هاغ مدرباً لفريق أكاديمية تفينتي تحت 17 عاماً ثم مدرباً لفريق الأكاديمية تحت 19 عاماً، قبل أن يُصبح مساعداً لـ3 مدربين تعاقبوا على الفريق الأول لتفينتي منذ 2006 وحتى 2009 بداية من فريد روتين، ثم ستيف ماكلارين وانتهاءً بريكاردو مونيز
في 2009، قام فريد روتين باستدعاء تن هاغ للعمل معه مساعداً في ايندهوفن، واستمر مساعداً حتى 2012 العام الذي اقترح فيه مارك أوفرمارس -أحد حاملي أسهم نادي غو أهد إيغلز- تعيينه مدرباً للفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، ليتمكن بعد موسمٍ واحد من الصعود لأول مرة منذ 17 عاماً
بعد موسمه الوحيد مع غو أهد إيغلز والذي تمكّن فيه من الصعود لدوري الدرجة الأولى، قام بايرن ميونخ بتعيينه مدرباً للفريق الرديف في الوقت الذي كان به الاسباني بيب غوارديولا مدرباً للفريق الأول.
فترته مع رديف بايرن ميونخ شهدت فوزه بلقب دوري إقليم بافاريا موسم 2013/14

🗣️يتحدث تن هاغ حول عمله بجانب بيب غوارديولا ويقول:
💬"كنت أتطلع يومياً للعمل معه، لقد كان يلهمني.. تعلمت منه الكثير"
💬"فلسفته الهجومية مثيرة، استطاع فرضها في برشلونة ثم بايرن ميونخ وأخيراً مانشستر سيتي وحقق بها الكثير من الانتصارات"
💬"هذه الفلسفة التي أحاول تنفيذها مع أياكس"

إضافةً للفلسفة التدريبية، يشترك تن هاغ مع غوارديولا بالاهتمام بأدق التفاصيل
🗣️يتحدث مارنكس كولدر مهاجم غو أهيد إيغلز عن ذلك ويقول:
💬"في كل جلسة تدريبية هنالك فكرة، إنه يجعل كل لاعب أفضل تكتيكياً وذهنياً، ولا يترك شيئًا للصدفة، كان دائماً مستعداً لكل خصم، حتى أدق التفاصيل"

وفي 2015، قام أوتريخت بتعيين إيريك تن هاغ مدرباً للفريق الأول واستطاع تقديم أداءٍ جيّد جداً خلال الموسمين والنصف التي قضاها هناك، حيث حقق في الموسم الأول المركز الخامس وفي الموسم الثاني حقق المركز الرابع مؤهلاً الفريق لمقعدٍ في الدوري الأوروبي؛ الأمر الذي لفت أنظار أياكس نحوه

عيّن أياكس إيريك تن هاغ مدرباً بداية من النصف الثاني لموسم 2017/18 خلفاً لمايكل كايزر، واستطاع إنهاء الموسم في المركز الثاني.
وفي الموسم التالي 2018/19، استطاع تحقيق لقب الدوري الهولندي وكأس هولندا إضافةً للوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد إخراجه لريال مدريد ثم يوفنتوس
نجاحات تن هاغ مع أياكس تواصلت حتى بعد خروج الكثير من اللاعبين الرئيسيين من الفريق مثل فرينكي دي يونغ، ماتياس دي ليخت، حكيم زياش، دوني فان دي بيك وغيرهم، واستطاع المدرب الهولندي أن يُعيد التوازن للفريق ويحقق ثنائية الدوري والكأس مجدداً نهاية موسم 2020/21 مع كرة قدم جميلة وممتعة

يُمكن تلخيص فلسفة وأسلوب لعب إيريك تن هاغ بالتالي:
🔸البناء من الخلف
🔸اللعب العمودي المباشر
🔸خلق مثلثات تمرير على الأطراف
🔸الضغط العكسي حال فقدان الكرة
🔸الضغط العالي

يلعب أياكس تحت قيادة تن هاغ برسمٍ هجين يجمع بين 3-3-4 و 1-3-2-4 ويوضح الهولندي فلسفته بالقول:
🗣️"فلسفتي لا تعتمد على الكرة الهجومية المطلقة، أحب دائماً أن أقوم بتدريب اللاعبين على أكثر من طريقة لتفادي الأوضاع التي قد تحصل في المباريات؛ الأمر متعلقٌ أكثر باللحظات والمواقف"

في البناء، يختلف شكل اياكس بحسب ضغط الخصم:
ففي حال لم يكن ضغط الخصم عالياً، يتواجد قلبي الدفاع في أنصاف المساحات مع بقاء محور الارتكاز أمامهما كخيار تمرير، في حين يقوم الظهيرين بتوسيع الملعب، وخلال ذلك يصعد محور الارتكاز الآخر للتواجد بين الخطوط بجانب لاعب الوسط المهاجم

وفي حال كان ضغط الخصم عالياً، يتميّز اياكس بمرونة عالية في تغيير شكله في البناء بحسب شكل الخصم عند الضغط.
هذه المرونة تعتمد بشكلٍ رئيسي على فهم اللاعبين للمساحة وجودتهم الكبيرة مع الكرة، فإضافةً إلى التدريبات المكثفة يفضل تن هاغ أن يحظى بمدافعين وحارس مرمى بجودة ممتازة مع الكرة
وفي حال استطاع الخصم منع أياكس من تدوير الكرة في الخلف ومن خلق مساحة للتمرير بين الخطوط، يمنح سيباستيان هالر زملاءه فرصة لعب الكرات الطويلة، حيث يمتاز بقدرته في الحصول على الكرات الهوائية وبجودة كبيرة في الاحتفاظ بالكرة وانتظار صعود زملاءه
💡 هالر لعب تحت قيادة تن هاغ في أوتريخت
السمة الأساسية التي يعتمد عليها أياكس في البناء والصعود بالكرة هي توسيع الملعب لأقصى قدر ممكن.
هذا الأمر يمنح الفريق القدرة على توفير خيارات صعود أكبر سواءً عبر الأطراف أو عبر التمرير المباشر بين الخطوط، إضافةً إلى أن توسيع الملعب يزيد من المساحة المُطالب بها لاعبوا الخصم بالضغط

ففي حال حاول الخصم التكتل في العمق لإغلاق خطوط التمرير المباشر، يفتح تواجد الجناحين على الأطراف خيارات تمرير واضحة للصعود بالكرة، وفي حال حاول الخصم مطابقة شكله مع شكل أياكس الواسع تُفتح مساحات تمرير أكبر بين الخطوط وفي عمق الملعب
قدرة أياكس على الصعود بالكرة عبر التمريرات العمودية المباشرة تحديداً تُظهرها إحصائيات التمريرات التقدمية والتمريرات نحو الثلث الأخير من الملعب؛ حيث يحتل مدافعوا أياكس صدارة ترتيب اللاعبين في هذه الإحصائيات في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم

مع صعود الفريق بالكرة يعتمد تن هاغ على 3 أفكار مترابطة لاستمرار الاستحواذ ولخلق المساحة:
1⃣ الحفاظ على 3 لاعبين كحد أقصى في كل منطقة عمودية | ولاعبين اثنين كحد أقصى في كل منطقة أفقية _
2⃣ التدوير التموضعي Positional Rotation
3⃣ خلق كثافة عددية على جهة الكرة Overload the Ball Side

1⃣ الحفاظ على 3 لاعبين كحد أقصى في كل منطقة عمودية | ولاعبين اثنين كحد أقصى في كل منطقة أفقية _:
يهدف تن هاغ من خلال هذه الفكرة إلى:
▪️ معرفة اللاعبين التامة بمكان وتوقيت التحرك في المساحة
▪️ توفير خيارات تمرير أكبر لحامل الكرة مع ضمان إيجاد لاعب واحد إضافي على الأقل مقابل الخصم
2⃣ التدوير التموضعي Positional Rotation:
وهي فكرة تدعم الفكرة الأولى لضمان استمرارية تدوير الكرة، كما تُساهم في جعل مهمة الخصم في رقابة لاعبي أياكس أكثر صعوبة، إضافةً إلى منح الفريق الاستمرارية في خلق كثافة عددية على جهة الكرة الأمر الذي يمنح أياكس خيارات كبيرة في الثلث الأخير
3⃣ خلق كثافة عددية على جهة الكرة Overload the Ball Side:
▪️ هجومياً، تُساعد هذه الفكرة حامل الكرة على إيجاد أكثر من خيار للتمرير سواءً بين الخطوط أو في أنصاف المساحات أو حتى تغيير اتجاه الكرة للطرف الآخر
▪️ دفاعياً، تُساند أفكار تن هاغ في الضغط العكسي السريع بعد فقدان الكرة

في الثلث الأخير من الملعب، يهدف تن هاغ إلى إشغال كافة الممرات الأفقية للملعب، حيث يتحوّل شكل اياكس إلى 3-2-2-3 عبر توسيع الجناحين للملعب وتقدم محور الارتكاز للتواجد في أنصاف المساحات على نفس الخط مع لاعب الوسط المهاجم، مع دخول الظهير للعمق وتواجد الظهير الآخر أقرب لخط الدفاع

البحث عن إشغال كافة الممرات الأفقية يُمكّن أياكس من خلق تفوق عددي 5 ضد 4 مقابل دفاع الخصم، ويمنح الجناحين فرص أكبر لمواجهات 1 ضد 1 على الأطراف للعب الكرات العرضية أو الدخول للعمق، كما أن سرعة تحريك لاعبي أياكس للكرة في الثلث الأخير تجعل مهمة دفاع الخصم أكثر صعوبة

إضافة إلى التفوق العددي في الثلث الأخير، فإن خلق كثافة عددية على جهة الكرة يمنح أياكس الكثير من الخيارات لتهديد المرمى، حيث يساعدهم ذلك على سحب الخصم أكثر للأطراف وبالتالي إفراغ المساحة في الطرف الآخر أو خلق مواجهة 2 ضد 1 بين المهاجم ولاعب الوسط القادم من الخلف مع مدافع الخصم

أدوار الظهيرين مهمة في نظام لعب تن هاغ، حيث يحظيان بحرية كبيرة في التحرك بين العمق والأطراف، ويساهمان في تغيير شكل الفريق مع الكرة بين 3-2-2-3 و 5-3-2، ويدعمان أيضاً فكرة التدوير التموضعي في الثلث الأخير من الملعب والتي تمنح الفريق خيارات واسعة لتفكيك التكتلات الدفاعية
كما أن امتلاك هالر المميز في الكرات الرأسية يمنح أياكس فرصة الاستفادة من العرضيات، خصوصاً مع قدرة الفريق على خلق مواجهات 1 ضد 1 دائمة على الأطراف وبالتالي تزيد نسبة لعب الكرات العرضية باتجاه المهاجم
📊 أياكس هو أعلى فرق دوري الأبطال في معدل لعب الكرات العرضية [3.63]
حال فقدان الكرة، يعتمد تن هاغ على الضغط العكسي السريع، فكما سبق وأن تحدثنا عن شكل اياكس المنظم مع الكرة وبحثهم الدائم عن خلق تفوق عددي في جهة الكرة فإن هذا الأمر يُساعد الفريق كثيراً في استعادة الكرة سريعاً بعد فقدانها أو في أسوأ الأحوال إبطاء سرعة تحوّلات الخصم

بدون الكرة، نظام 3-3-4 عادةً ما يكون نظاماً صعب التنفيذ ويحتاج للكثير من التحركات المترابطة، حيث تعاني فيه الفرق من أمرين:
1⃣ الدفاع بشكل 1-4-1-4 يمنح مدافعي الخصم مساحةً ووقتاً أكبر مع الكرة
2⃣ الدفاع بشكل 1-2-3-4 بهدف إغلاق العمق يعني عدم وجود دعم كافٍ للظهيرين على الأطراف
لذلك يعتمد تن هاغ في الضغط العالي بـ3-3-4 على إغلاق العمق عبر تقدم الفريق ككتلة واحدة وإجبار الخصم على الأطراف ثم استخدام خط الملعب كعنصر ضغط إضافي مع تقدم الظهير المتواجد في مكان الكرة مبكراً للضغط، وإغلاق لاعبي الوسط خطوط التمرير للعمق عبر فرض رقابة رجل لرجل على خيارات التمرير
وفي حال لم ينجح أياكس في استعادة الكرة، يعود للضغط بـ1-5-4 مع الحفاظ على خط دفاعه متقدّماً لتضييق المساحة في ملعب الخصم والضغط الموجّه رجل لرجل للخيارات الهجومية مع بقاء لاعب واحد إضافي إذا لزم الأمر، الأمر الذي يعني مرونة كبيرة في تغيير شكله بناء على شكل الخصم مع الكرة
🔚 انتهى
Originally tweeted by نص تكتيكي (@tactext) on 26 مارس,2022.