تدور معظم أفكار كرة القدم الحديثة حول أمرين:
- القدرة على الصعود بالكرة تحت الضغط
- منع الخصم من البناء والصعود بالكرة
ومن أجل التجهيز لهذه الأفكار ينبغي أن يدرس المدرب الخصم دراسةً متأنية لفهم أفكاره في البناء وبالتالي إيجاد الحل الأمثل للضغط ومنعهم من الصعود بالكرة، الأمر الذي يقودنا لذكر أنواع الضغط الثلاثة:
- الضغط العالي High Block
- الضغط المتوسط Mid Block
- الضغط المنخفض Low Block
التكوين الأساسي:
من أجل الحد من خيارات الخصم في الصعود بالكرة، ينبغي تنظيم الفريق بشكلٍ يسمح لهم بقطع خطوط التمرير نحو الأطراف والعمق على حد سواء، دون أن يفقد اللاعبون التواصل فيما بينهم بسبب بعد المسافة، وبالتالي يُصبح أمام اللاعبين مسافات أقل لقطعها واستعادة الكرة
فما الحل لتجاوز التنظيم الجيد للضغط؟
من المهم أن يتنوّع الفريق في التمريرات ولا يكتفي بالتمريرات القصيرة، وهو أمرٌ يحدث عادة عندما يتّجه إلى الأطراف الأمر الذي يسمح له بالتنوع في التمرير بين التمريرات القصيرة والتمريرات المتوسطة
شكل الفريق عند البناء مهمُ جداً، ففكرة خلق مثلثات تمرير تمنح حامل الكرة أكثر من خيار، وبالتالي نشاهد الكثير من الفريق التي تلعب برباعي في الدفاع تتحوّل إلى 3 لاعبين في الخلف عند البناء لمنحهم القدرة على خلق المزيد من تلك المثلثات التي تساهم في الصعود بالكرة

إضافةً لذلك، من المهم الإشارة لتمركز اللاعبين اعتماداً على خصائصهم، فمن غير المنطقي أن تضع لاعباً لا يتمتّع بالهدوء والقدرة على اللعب تحت الضغط في مناطق عميقة من الملعب، ولذلك نشاهد الكثير من المدربين يرغبون دائماً بمحور ارتكاز يمتلك هدوءاً مميزاً تحت الضغط مثل جورجينيو في تشيلسي، رودري في مانشستر سيتي، بروزوفيتش في انتر، فيراتي في باريس وغيرهم، كما نشاهد أيضاً بعض المدربين يتخلون عن فكرة تواجد لاعب الارتكاز في عملية البناء إذا كان سيئاً تحت الضغط كما نشاهد كاسيميرو مع ريال مدريد والذي عادةً ما يُحاول زيدان أن يُبعده تماماً عن منظومة الفريق في البناء ويُشرك كروس بدلاً منه سواء على الجهة اليسرى أو بين قلبي الدفاع
التعامل مع الضغط العالي
إذا قام الخصم بالضغط العالي من المهم أن يحاول الفريق جعل لاعبي الخصم يركضون أكثر خلف الكرة، الأمر الذي يتطلب دخول حارس المرمى في عملية البناء وتدوير الكرة، وفي تلك الأثناء يحاول بقية اللاعبين التواجد في المساحات التي يتركها تقدم الخصم للأمام مع مراعاة أن يتواجد عددٌ جيد منهم في نصف ملعب فريقهم من أجل منع الخصم من خلق تفوق عددي حال استحواذه على الكرة ومحاولة الارتداد

من المهم أيضاً أن يكون اللاعبون على درجة كبيرة من الهدوء لتدويرها مع بعضهم البعض ومحاولة إجهاد الخصم وتحريكهم أكثر لخلق المساحات للصعود بالكرة
التعامل مع الضغط في وسط الملعب
يُمكن تجاوز ضغط الخصم في وسط الملعب عبر الكرات الطويلة، ولكن احتمالية نجاح تلك الكرات متعلّقٌ بالكثير من الأمور منها دقة التمريرة وامتلاك الفريق للاعبٍ سريعٍ يركض في المساحة أو لاعبٍ بقدرةٍ كبيرة على الحصول على الكرات الرأسية والتحكم بها وانتظار صعود زملاءه، لكن الأفضل دائماً محاولة تجاوز ضغط الخصم من خلال معرفة نمط الضغط الذي يعتمد عليه
ففي حال كان الخصم مثلاً يحاول إغلاق العمق واختار منطقة الضغط في الأطراف، يُمكن أن يعتمد الفريق على لاعبين بجودة عالية مع الكرة في الأطراف (الأظهرة والجناحين)، أو يحاول تدوير الكرة لخلق مساحة يتحرك بها أحد اللاعبين في المنطقة التي تنشأ خلف ظهيري الخصم المتقدمين للضغط
استخدام الأجنحة
واحدة من أهم الأمور التي تُمكّن الفريق من التقدم بالكرة هي محاولة خلق مساحة بين الخطوط وفي أنصاف المساحات ليتواجد بها أحد اللاعبين.
هذه المساحة يتم خلقها عبر أكثر من طريقة منها محاولة تدوير الكرة لسحب الخصم -كما سبق وتحدثنا- ومنها أيضاً محاولة توسيع الملعب عبر الجناحين لخلق فجوة بين ظهير الخصم والمدافع

من المهم الإشارة إلى ضرورة تنوّع الأنماط من أجل عدم منح الخصم الفرصة للتوقع، الأمر الذي يتطلب الكثير من التدريبات إضافةً لتوفّر لاعبين تقنيين مميزين يمتلكون القدرة على الإحساس بالمساحة واستخدامها لصالح الفريق