أسلوب لعب مارسيلو غاياردو

#نص_تكتيكي
في التغريدات القادمة، سأتحدث عن فلسفة وأسلوب لعب مارسيلو جاياردو مدرب ريفر بليت الأرجنتيني

🗒️ هذا التقرير يتضمّن:
💬 30 تغريدة
📸 22 صورة
📽️ 04 فيديوهات

📊 الإحصائيات الخاصة بهذا الموسم تأتي من موقع https://fbref.com/

🔗 تصميم الصور التوضيحية🔻
https://tactical-board.com/uk/big-football

🔗 تصميم الفيديو @TacticalPad🔻
https://t.co/Bomejh3rQA

📂 سيتم تقسيم هذه السلسلة من التغريدات إلى 5 أقسام:
1⃣ استعراض سريع لمسيرة مارسيلو غاياردو كلاعبٍ وكمدرب
2⃣ تلخيص فلسفته التدريبية
3⃣ شكل الفريق عند البناء والصعود بالكرة في 2-1-3-4 وفي 2-5-3 (2-4-1-3)
4⃣ شكل الفريق في الثلث الأخير من الملعب
5⃣ الشكل الدفاعي للفريق وأسلوب الضغط

وُلد مارسيلو جاياردو في 18 يناير 1976 في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، وانضم لقطاع الناشئين في ريفر بليت عام 1988 وهو في الـ12 من عمره، ولعب أول مباراةٍ له مع الفريق الأول وهو في الـ17 وقدّم أداءً عظيماً مع الفريق طوال 6 سنوات، الأمر الذي جعل أنظار الأندية الأوروبية تتجه إليه

في 1999 انتقل جاياردو إلى موناكو الفرنسي وحقق معهم الدوري وكأس الرابطة وكأس السوبر، قبل أن يعود مجدداً إلى ريفر بليت في 2003 ثم ينتقل إلى باريس سان جيرمان في 2007 وبعد عامٍ انتقل ليلعب مع DC يونايتد الأمريكي ثم ريفر بليت مجدداً قبل أن يُنهي مسيرته مع ناسيونال الأوروغوياني في 2011

• 

• 

• 

• 

بعد انتهاء مسيرته مع ناسيونال، استلم جاياردو تدريب الفريق 2012 وحقق معهم لقب الدوري في موسمه الأول والوحيد بنسبة فوز تجاوزت 60%، قبل أن يتوقف لعامين بقي فيها مع عائلته، وصرّح بداية 2014 بأنه يرغب في تدريب ريفر بليت يوماً ما، الأمر الذي تحقق في نفس العام بعد إقالة رامون دياز

مع ريفر بليت، حقق مارسيلو جاياردو لقب كوبا ليبيرتادوريس مرتين ولقب سودا أمريكانا مرة ولقب ريكوبا سودا أمريكانا 3 مرات ولقب كأس الأرجنتين 3 مرات، الأمر الذي جعله أكثر المدربين نجاحاً في تاريخ ريفر بليت على المستوى القاري، وتوج بلقب أفضل مدرب في الأمريكيتين من قبل صحيفة El País

يتمتع مارسيلو جاياردو بمرونةٍ تكتيكيةٍ كبيرةٍ تُمكّنه من اللعب بأكثر من رسم، فمع تفضيله اللعب بـ2-1-3-4 إلا أن باستطاعته اللعب بأكثر من رسم منها 3-3-4، 2-2-2-4، 1-3-2-4، ومع رحيل إزيكيل بالاسيوس والذي كان أحد أهم اللاعبين الذين يعتمد عليهم إلى ليفركوزن قام بتغيير الرسم إلى 2-5-3

مرونة جاياردو التكتيكية وقدرته على إيصال أفكاره للاعبين بشكلٍ جيد، جعلت ريفر بليت أحد أكثر الأندية التي لا يُمكن التنبؤ بطريقة لعبها قبل وأثناء المباراة، كما أن رغبته الدائمة في الاستحواذ على الكرة واستعادتها سريعاً حال فقدانها تتطلب الكثير من المجهودات البدنية لكل اللاعبين

يُمكن تلخيص فلسفة وأسلوب لعب مارسيلو جاياردو في 5 نقاط رئيسية:
🔸 الاستحواذ على الكرة
🔸 اللعب العمودي المباشر عبر خلق تفوق عددي دائم بين الخطوط
🔸 التدوير التموضعي Positional Rotation
🔸 الضغط العكسي السريع عند فقدان الكرة
🔸 التحوّلات الهجومية السريعة

في 2-1-3-4 وعند البناء يقوم الظهيرين بتوسيع الملعب مع بقاء محور الارتكاز أمام قلبي الدفاع في حين تعتمد تحركات ثلاثي الوسط أمامه على أسلوب ضغط الخصم:

ففي حال لم يكن ضغط الخصم عالياً، يبقى الثلاثي تقريباً على خط واحد لعمل الزيادة العددية بين الخطوط والتحرك للأطراف لمساندة الظهيرين

وفي حال كان ضغط الخصم عالياً، يقوم أحد لاعبي الوسط بالنزول لمساندة محور الارتكاز مع بقاء لاعبا الوسط الآخرين أمامهم، ليتحوّل شكل الفريق إلى 2-2-2-4، مع أدوار متواصلة من اللاعبين في التحرك لمساندة الظهيرين لعمل الزيادة العددية على الأطراف وخلق مثلثات تمرير للصعود بالكرة

تواجد 4 لاعبين على الأقل في العمق وتوسيع الظهيرين الدائم للملعب يمنح ريفر بليت الفرصة للصعود عبر 4 طرق تقريباً:
1⃣ صعود الظهيرين بالكرة:
في حال استطاع الخصم إغلاق خطوط التمرير باتجاه العمق تُصبح هنالك مساحة كبيرة للظهيرين للصعود والتقدم بالكرة

2⃣ التقدم بالكرة من العمق:
في حال استطاع الخصم إغلاق الأطراف على الظهيرين تظهر مساحة جيدة في عمق الملعب يستغلها ريفر بليت بشكلٍ ممتاز عبر التمريرات العمودية المباشرة مستغلّاً قدرة لاعبيه الجيدة على خلق تفوق عددي دائم بين الخطوط واستخدام فكرة اللاعب الثالث 3rd Man Runs

3⃣ تغيير اتجاه اللعب:
في حال أجاد الخصم إغلاق الأطراف ومنع الظهيرين من التقدم بالكرة وأجاد إغلاق العمق أمام التمريرات العمودية، يلجأ ريفر بليت لمحاولة تدوير الكرة على أحد الأطراف لجذب الخصم للضغط عليه ثم نقل الكرة إلى الطرف الآخر حيث يتواجد الظهير عادةً دون أي ضغط

4⃣ الكرات الطويلة باتجاه المهاجمين:
في حال أراد نقل الكرة بشكلٍ أسرع للثلث الأخير يلجأ غاياردو للكرات الطويلة باتجاه المهاجمين، سواءً عبر تحركهم المباشر خلف خط الدفاع، أو تحركاتهم على الأطراف لاستلام الكرة وحينها يتقدم لاعبوا الوسط في المساحة التي يتركها المهاجم داخل منطقة الجزاء

سواءً في البناء والصعود بالكرة أو في الثلث الأخير من الملعب، يلجأ مارسيلو غاياردو إلى التدوير التموضعي Positional Rotation عبر تحرك لاعبيه بشكل دائم لتبادل المراكز فيما بينهم الأمر الذي يُصعّب من مهمة أي خصم في رقابة لاعبي ريفر بليت ويُسهّل من قدرة الفريق على الاستحواذ وخلق الفرص

هذه القدرة تظهر من كون ريفر بليت أحد أعلى فرق الدوري الأرجنتيني في نسبة الاستحواذ على الكرة [57%]، كما أنه أعلى فرق الدوري في معدل التسديدات على المرمى [17 تسديدة/90 دقيقة] بفارق كبير عن الفريق صاحب ثاني أفضل معدل، إضافة لكونه صاحب أفضل خطوط الهجوم في البطولة الأرجنتينية [41 هدف]

في 2-5-3 (2-4-1-3)، لم تختلف أفكار مارسيلو غاياردو كثيراً، حيث احتفظ بالسمات الأساسية لصعود فريقه بالكرة عبر الأطراف أو التمريرات العمودية أو تغيير اتجاه اللعب، مع محاولة خلق تفوق عددي دائم بين الخطوط والاستمرار على فكرة التدوير التموضعي Positional Rotation في كافة المراحل

الأمر الذي اختلف في 2-5-3 (2-4-1-3) هو عدم حاجة الظهيرين للتواجد في مناطق متأخرة خلال عملية البناء، حيث منحهم تواجد 3 مدافعين الفرصة للتقدم أكثر وكسب المزيد من المساحات.

إضافةً لأن قدرة مدافعي الطرف الجيدة مع الكرة منحت الفريق خيارات واسعة للتقدم بها

في الثلث الأخير من الملعب، تدور أفكار مارسيلو غاياردو الهجومية حول أمرين رئيسيين:
🔸 السيطرة على الأطراف سواءً للعب الكرات العرضية أو لتوسيع الملعب وتفكيك دفاعات الخصم عبر خلق كثافة عددية هناك واستغلال تحركات المهاجمين
🔸 الاستمرار في فكرة التدوير التموضعي Positional Rotation

تواجد 4 لاعبين على الأقل في العمق يُجبر الخصم على التكتل، الأمر الذي يمنح ظهيري ريفر بليت مساحة جيدة على الأطراف، وبالتالي تُصبح معضلة ظهيري الخصم في الاختيار بين التحرك للضغط ما يعني إفراغ مساحة في العمق، أو الإبقاء على تكتلهم ومنح الظهيرين وقتاً جيّداً لإرسال الكرات العرضية

مع تواجد الكرة على الأطراف، يتحرك المهاجمون نحو منطقة الجزاء لاستقبال الكرة العرضية، مع مساندة كبيرة من لاعبي الوسط لمحاولة خلق كثافة عددية داخل المنطقة، مع الحرص على بقاء لاعبٍ واحدٍ على الأقل خارج المنطقة من أجل ضمان استعادة الكرة حال ارتدادها

أدوار مهاجمي ريفر بليت لا تقتصر على تسجيل الأهداف والتواجد داخل منطقة الجزاء، حيث يُحاول غاياردو الاستفادة منهما في خلق مساحة بين دفاع ووسط الخصم من خلال محاولتهم التحرك السريع خلف الدفاع وسحب المدافعين للتراجع معهم وبالتالي خلق مساحة جيدة يتواجد بها لاعبوا الوسط بين الخطوط

إضافةً لذلك، فإن إحدى أكثر الأنماط المتكررة هجومياً في ريفر بليت هي محاولة خلق كثافة عددية على الأطراف مع نزول أحد المهاجمين للتواجد في أنصاف المساحات بين الخطوط، الأمر الذي يمنح المهاجم الآخر أو أحد لاعبي الوسط مساحة جيدة للدخول لمنطقة الجزاء

دفاعياً، تدور أفكار مارسيلو غاياردو على 4 أمور رئيسية:
🔸 الضغط العكسي السريع حال فقدان الكرة
🔸 التنوّع بين الضغط العالي High Block والضغط المتوسط Mid Block
🔸 إغلاق العمق وإجبار الخصم على الأطراف
🔸 عمل الزيادة العددية في جهة الكرة Overload the Ball Side

يعتمد مارسيلو غاياردو على الضغط العكسي حال فقدان الكرة والضغط العالي وإغلاق خطوط التمرير باتجاه العمق وإجبار الخصم على الأطراف.

عند تواجد الكرة على الأطراف يضغط الفريق بشكلٍ قوي حيث يُوفّر له التنظيم الجيد للاعبين عند الضغط فرصة استعادة الكرة أو إجبار الخصم على الكرات الطويلة.

مع تقدم الخصم بالكرة، يُحاول لاعبوا ريفر بليت دائماً إغلاق خيارات التمرير عبر عمل زيادة عددية في جهة الكرة Overload the Ball Side.

هذا الأمر يُقلّل من خيارات الخصم حامل الكرة، ويمنح ريفر بليت فرصة استعادتها والتحوّل الهجومي السريع لاستغلال غياب التنظيم الدفاعي للخصم حينها.

بدون الكرة، يتمتع ريفر بليت بمرونةٍ كبيرةٍ في التحوّل بين الضغط العالي بـ3-3-4 والضغط المتوسط بـ2-4-4، مع بقاء الأفكار الأساسية للنهج الدفاعي والتي تتمثّل بمحاولة إغلاق العمق بشكلٍ دائم وإجبار الخصم على الأطراف ثم الضغط القوي لاستعادة الكرة والتحوّل الهجومي السريع

في 2-5-3 (2-4-1-3) يحتفظ غاياردو بذات المبادئ الدفاعية مع التحوّل من 2-5-3 إلى 3-4-3 عند الضغط العالي والتنوّع بين 2-3-5 و 2-4-4 عند الضغط المتوسط أو المنخفض
https://twitter.com/tactext/status/1400930382753697797
🔚 انتهى

Originally tweeted by نَص تكتيكي (@tactext) on 4 يونيو,2021.