#تاريخ_التكتيك | الجزء الثالث

خلال فترة الستينات، بدأ العالم يتحوّل إلى خطة 4-2-4 والتي عُرِفت أكثر مع منتخب #البرازيل خلال #كأس_العالم 1958 و 1962. حيث كان المنتخب البرازيلي يعتمد على رباعي دفاعي يتقدّم أحدهم بالكرة لوسط الملعب، ليتحوّل شكل الفريق إلى 4-3-3 عند البناء.

خطة البرازيل 4-2-4
خطة البرازيل في كأسي العالم 1958 و 1962

مع #البرازيل، قدّم “ماريو زاغالو” دوراً تكتيكياً مهماً، حيث كان يلعب كجناح أيسر ولكنه يعود كثيراً للخلف لمساندة الوسط، فيما يسقط “بيليه” كثيراً للخلف -كما كان يفعل المجري “ناندور هيديكوتي” قبل ذلك-، لتتحوّل الخطة إلى ما يُشبه 4-1-2-1-2 العريضة في الحالة الهجومية.

 

نجاحات منتخب #البرازيل جعلت المنتخب السوفييتي يتحوّل إلى خطة 4-2-4 كأغلب فرق العالم، ولكن السوفييت قدّموا عرضاً سيئاً خلال #كأس_العالم 1962، الأمر الذي أوحى للمدرب السوفييتي “فيكتور ماسلوف” مدرب #دينامو_كييف بأن يحاول تكثيف منطقة الوسط وعدم الاعتماد على الأجنحة تماماً.

فيكتور ماسلوف وخطة 4-4-2
فيكتور ماسلوف وخطة 4-4-2 مع نادي دينامو كييف الأوكراني

أراد”ماسلوف” من هذا التغيير امتلاك خط وسط قوي، مكوّن من لاعب وسط دفاعي صريح، أمامه لاعبين اثنين يضمان للعمق، وأمام هذا الثلاثي يتحرك صانع اللعب المتقدم في الأمام. خطة 2-4-4 التي اخترعها “فيكتور ماسلوف” كانت قريبة من شكل الجوهرة، دون وجود أجنحة حقيقية على الخط.

 

عدم استخدام الأجنحة أوحى للمدرب “فيكتور ماسلوف” باستخدام أسلوب رقابة المنطقة Zonal Marking بدلاً من رقابة رجل لرجل. فحين يتحرك لاعب الخصم في المنطقة 1، يذهب إليه اللاعب الواقف في هذه المنطقة، لكن حينما يتحرك إلى المنطقة 2، لا يستمر معه هذا اللاعب بل يتركه إلى اللاعب الآخر وهكذا.

كانت فكرة رقابة المنطقة هي نواة ما عُرِف لاحقاً بالكرة الشاملة. فقد امتاز #دينامو_كييف حينها بعدم الوقوف في مركزٍ واحدٍ، ومن أجل إعطاء صانع اللعب حرية أكبر وفّر له “ماسلوف” حماية كبيرة عبر تحويل المدافع “فاسيل توريانتشايك” لوسط الملعب ليكون أول لاعب ارتكاز دفاعي في العالم.

فاسيل توريانتشايك
فاسيل توريانتشايك، أول لاعب ارتكاز دفاعي في العالم

لعب “فاسيل توريانتشايك” أمام خط الدفاع، ويتحرك يميناً ويساراً لتغطية صعود الظهيرين للأمام، وليعطي الأمان لصانع الألعاب من أمامه. لقد كانت مهمة “توريانتشايك” هي (كسر الأمواج الهجومية) -بحسب وصف “فيكتور ماسلوف”-.

 

إضافةً إلى طريقة اللعب واسلوب الرقابة، آمن “فيكتور ماسلوف” بالضغط العالي من بداية المباراة حتى نهايتها. فخلال الفترات السابقة لم يكن الضغط العالي يُمارس بشدة، خصوصاً مع عدم تمتّع أغلب اللاعبين بلياقة بدنية كبيرة تُمكّنهم من استخدام هذا النوع من الضغط طوال المباراة.

“فيكتور ماسلوف” كان يؤمن دائماً بأن خنق الخصم وحرمانه من التمرير أولى الطرق لهزيمته. ولذلك، كان من أوائل من أخذوا كرة القدم كعلم وليس مجرّد لعبة، واستطاع تطوير مستوى لياقة لاعبيه من خلال إخضاعهم لنظام غذائي وبدني صارم، الأمر الذي لم يكن معمولاً به خلال تلك الفترة.

لقد كانت أفكار “فيكتور ماسلوف” هي النواة الأولى لكرة القدم الحديثة، بعيداً عن الأساليب التقليدية واللعب الرتيب المكرر، وأدخلت مسميات جديدة على الكرة، مثل: الضغط، صناعة اللعب والارتكاز الدفاعي. ولذلك يراه الكثير من الخبراء (الأب الحقيقي لكرة القدم الحديثة).

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s