الولادة والنشأة

“يقول المؤرخ “دانيل أولفيه” في كتابه “تاريخ الكنيسة المفصّل” عن اتّجاه “مارتن لوثر” ليصبح راهباً، أنه تعرض لصاعقةٍ شديدة ضربت عند قدميه سبّبت له خوفاً شديداً لدرجةٍ نذر نفسه حينها ليكون راهباً، وأنه ترهّب من أجل استمالة حظوة الله وليجد الطمأنينة”
ولد “مارتن لوثر” في مدينة “ايسيلين” الألمانية في العاشر من نوفمبر عام 1483م، وانتقلت عائلته بعد ذلك بعام إلى مدينة “مانسفلد” والتحق بالمدرسة اللاتينية هناك، حيث كانت اللغة اللاتينية تدل على مدى ثقافة الشخص وتربية عائلته، فيما كان الذين يتحدثون الألمانية يعتبرون ممّن لم يتلقّى تربيةً حسنة، وكانت المدارس حينها تعاقب من يتحدّث بها.
انتقل “مارتن لوثر” في الثالثة عشرة من عمره إلى ثانوية جمعية دينية في مدينة “ماجديبيرغ”، ثم بعد ذلك بسنة انتقل إلى مدرسة “سانت جورج” في مدينة “ايزيناخ”، قبل أن يرسله والده إلى جامعة “أرفورت” ليحصل على درجة الماجستير في الآداب وذلك عام 1505م وكانت الجامعة تركز على علم اللاهوت والفلسفة، وهو ما جعله يتعمق في قراءة الكتب الدينية، قبل أن يقرر أن يصبح راهباً.
تكوينه الديني وكيف أثّر “جون هس” عليه
لعله من الأمور التي أثّرت على “مارتن لوثر” في نظرته الدينية، عندما وقعت في يده إحدى كتابات القس التشيكي “يان هوس”، والذي سعى لإصلاح الكنيسة التشيكية، وكان أول من ادّعى أن البابا يمثّل المسيح الدجال على الأرض، حيث ساورته شكوك عقائدية حينها، وزادت بعد أن أقرّت الكنيسة حكماً بحرق القس “يان هوس” عندما أوقعت به بعد أن أعطته الأمان ليعود للدفاع عن نفسه.
(يمكنك الاطلاع على كامل قصة “يان هوس” عبر رابط المقال الأول)
السفر إلى روما وتكوين الانطباع السيء عن البابا
انتقل “مارتن لوثر” عام 1508م إلى دير “أوغسطين” في جامعة مدينة “فيتبرغ”، وترقّى لدرجة دكتور في اللاهوت، حتى أن رئيسه تخلّى له عن كرسي تدريس الكتاب المقدس في الجامعة عام 1512م.
قبل ذلك، وتحديداً في عام 1510م، أرسله الدير مع أحد زملاءه القساوسة إلى روما في مهمةٍ خاصة، وكانت الصورة التي يحملها عن روما محاطة بالقداسة، حتى أنه عندما شاهد المدينة لأول مرة سجد ورفع يديه وهتف قائلاً: “سلامٌ عليك يا روما المقدسة”.
ولكن تلك الصورة كانت معاكسة لما شاهده في واقع الأمر، فرأى مدى تعلّق رجال الدين في روما بالدنيا، ومدى انحلالهم الأخلاقي، ليصف ذلك في أحد كتاباته بقوله: “روما تدعو للمقت، إن الباباوات أسوأ من الأباطرة الوثنيين، لقد رأيت اثنتي عشر فتاةً عارية يقمن بخدمة رجال الكنيسة وقت العشاء”
بحثه عن صكوك الغفران ولماذا سُمّي أتباعه بالبروتستانت
بعد زيارته لروما، بدأ تكوينه الديني يأخذ مساراً آخر، عندما بدأت الضغوطات من ممارسات رجال الدين تزداد مع ازدياد ظاهرة صكوك الغفران، ليأتي يوم عيد “جميع القدّيسين” في الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 1517م ويُعلّق منشوره المكوّن من خمس وتسعين رسالة أطلق عليها اسم “بحث في بيان قوة صكوك الغفران” على باب كنيسة قصر ” فيتبرغ” الرئيسي، معلناً بذلك حربه على الكنيسة الكاثوليكية، التي جعلت الكنيسة في النهاية تصدر قراراً بحرمانه وأتباعه كنسياً وذلك عام 1520م بأمرٍ من البابا ليو العاشر، فما كان من “مارتن لوثر” إلا أن يجمع أتباعه ويقوموا بحرق قرار البابا أمام الناس تحقيراً لقراره وانتقاماً من أمر الكنيسة السابق بحرق كتبه، ومن أجل احتجاجهم هذا اصطلح الناس على تسميته وأتباعه بـ “المحتجين” أو “The Protestants”، قبل أن ينقذه حاكم ساكسونيا “فريدريك الحكيم” من هذا القرار ويُدبّر له مخبئاً في أراضيه ويساهم معه في تكوين أفكار الإصلاح التي شكّلت لاحقاً الكنيسة اللوثرية.
اليهود في أوروبا وأسباب الاضطهاد

ربما كان اضطهاد اليهود أحد أبرز سمات العصور الوسطى في أوروبا، وكانت أوروبا المسيحية تزدري اليهود بشكلٍ كبير، وتُحمّلهم المسؤولية التاريخية عن قتل وصلب المسيح، كما أن أطباع اليهود وسعيهم الدائم للمال ومحاولة التحكّم في الاقتصاد الأوروبي وقبولهم الربا -الذي كان محرّماً في المسيحية- ساهم في اضطهادهم بشكلٍ أكبر.
وعلاوة على ذلك، كان هناك اعتقاد سائد لدى العالم المسيحي بأن اليهود هم مجموعة من المشتغلين بالسحر والشعوذة، وأنه يوجد علاقة بينهم وبين الشيطان الذي يُسخّرهم لتدمير الدين المسيحي.
بنى المسيحيون نظرتهم إلى اليهود من خلال مناداة البابا “جريجوري الأعظم” بأنهم لم يعموا عن رسالة المسيح، وأنهم هم السبب في صلبه، وكانت قصة صلبه -كما تذكرها الأناجيل- تقول بأنهم اتهموه بالتجديف¹، وحاولوا رجمه وقتله غير مرة، حتى نجحوا في إثبات التهمة عليه وصلبوه بأمرٍ من القيصر “بيلاطس” وتنفيذٍ من الشرطة الرومانية تحت إشرافٍ مباشر من الحاخامات الذين تجمّعوا لضربه والبصق عليه.
أطباع اليهود كما صورها الأدب المسيحي
كانت العديد من قصص الأدب تتّخذ من صفات اليهود محوراً لأحداثها، كما في قصة “أوليفر تويست” للأديب الإنجليزي “شارلز جون ديكنز”، حيث كانت شخصية العجوز “فاجين” زعيم عصابة السرقة تمثّل شخصية الرجل اليهودي الذي قام بتعليم بطل القصة “أوليفر تويست” السرقة وأساليب النصب.
وكذلك قصة “تاجر البندقية” للكاتب الإنجليزي الشهير “وليام شكسبير” والتي تتحدث عن “شايلوك” المرابي اليهودي الذي كان المسيحيون يكرهونه ويبصقون عليه، قبل أن يحتاجه أحد التجار المسيحيين ليقرضه، ليشترط اليهودي عليه بأنه في حال لم يرد له المال يقوم باقتطاع أوقية من لحم كتفه.
قوانين خاصة باليهود
كما ذكرت سابقاً، فقد كانت كراهية المسيحيين لليهود نابعة من منطلق ديني وأخلاقي واجتماعي، وأذاقهم المسيحيون أنواع العذاب، فمثلاً ومنذ القرن التاسع وحتى الحادي عشر، كانت تُقام مراسم ذكرى صلب المسيح في مدينة “تولوز” الفرنسية، وكان أحد أهم أجزاء تلك الذكرى هي إحضار شخص يهودي ليتم صفعه من قبل أحد النبلاء إحياءً لذكرى الإهانات التي تعرض لها المسيح من طرف اليهود، وقد ذكر الدكتور “رمسيس عوض” في كتابه “الهرطقة في الغرب” أنه في عام 1020م قام أحد النبلاء بصفع يهودي في أحد تلك المراسم بقوةٍ لدرجةٍ فقد على إثرها اليهودي عينيه، قبل أن يموت بعد ذلك بوقتٍ قصير.
وعليه، فقد أقرّت القوانين الأوروبية العديد من القوانين التي تخص اليهود، كما في أحد فقرات القانون الإنجليزي “كامبردج 1895” التي تنص على أنه ليس من حق اليهودي أن يمتلك أي شيء لنفسه وأنه ما يمتلكه هو ملكٌ لملك البلاد.
الجدير بالذكر، أن بداية سن قوانين خاصة باليهود كانت قبل ذلك بكثير، وتحديداً في عام 694م عندما أصدرت كاتدرائية “توليدو” (طليطلة بالعربية) في اسبانيا قراراتٍ كان من شأنها تحويل اليهود إلى طبقةٍ من العبيد، وكان الهدف من ذلك اعتبار جميع أملاكهم مُلكاً للملك ليحق له الاستيلاء عليها في أي وقت.
كتاب “المسيح وُلد يهودياً”

كما ذكرت سابقاً، فإن “مارتن لوثر” انضم إلى دير “اوغسطين” المحاذي لجامعة “فيتبيرغ” في عام 1508م، وأصبح أستاذاً للاهوت فيها، ومع تنامي شهرته، توافد الطلاب من جميع أنحاء ألمانيا للدراسة فيها، وأصبحت مهداً أساسياً للتعاليم اللوثرية، قبل أن يستمد الأساتذة من جامعة “كمبردج” تعاليمها التي ساعدت بعد ذلك في تحوّل إنجلترا إلى المذهب البروتستانتي.
بعد أن بدأ “مارتن لوثر” ثورته على البابا والكنيسة عبر نشره لبحثه عن صكوك الغفران، وجد القس الألماني أن من المهم له التقرّب إلى اليهود، وبدأت دوافعه تلك من منطلقٍ ديني تنصيري كما يتحدث هو في مقدمة كتابه الشهير “المسيح وُلد يهودياً” والذي نشره عام 1523م، موضحاً أن تعامل الكنيسة مع اليهود نفّرهم من اعتناق المسيحية، وأنهم هم من يصل نسبهم إلى المسيح وليس المسيحيين، ليبعث بذلك عقائد قديمة غيّبها الزمن عن الشعب المختار والأرض الموعودة، والتي تُوضّح أن “مارتن لوثر” تأثّر بالعهد القديم والنصوص العبرية القديمة، والتي تدّعي أن اليهود أبناء الرب وشعب الله المختار، وأنهم بريؤون من سفك دم المسيح، فهم أهل بيته ولهم ذمة وحرمة بسبب ذلك.
غير أن بعض الكُتّاب والمؤرّخين، قالوا بأن تقرّب “مارتن لوثر” من اليهود لم يكن بدافعٍ تنصيري بحت، بل من أجل استغلال نفوذهم المالي وقدراتهم الاقتصادية، وإنما اتخذ دعوتهم إلى المسيحية كغطاءٍ لذلك.
وجد الكتاب صدى واسعاً لدى المسيحيين، خاصة مع تمتعه بقوة الحجة وقدرته على الخطابة، علاوةً على ترجمته الكتاب إلى اللغة الألمانية لينتشر بين الناس، كما ساهم اليهود بشكلٍ كبير في انتشار كتابه بشكلٍ كبير، ووزعوه على نطاق واسع في أوروبا كلها.
كما أن الكتاب حافظ على قوة تأثيره على مدى قرونٍ طويلة، حتى بات اليوم الركيزة الأساسية التي ينطلق منها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية في رسم معتقداتهم وسياساتهم.
استغلال اليهود لكتاب “المسيح وُلد يهودياً”
كان نشر “مارتن لوثر” لكتابه “المسيح وُلد يهودياً” حافزاً لعودة المسيحيين لقراءة وتفسير العهد القديم (التوراة)، والتي كانت تعاليمه ترى بأن إيمان الفرد يحدده الكتاب المقدس وليس توجيه الكنيسة، كما أن ترجمة الكتاب المقدس إلى لغاتٍ أخرى غير اللاتينية جعلت الكثير يطّلع على أحد أكثر الأسفار تعقيداً ألا وهو “سفر الرؤيا” والذي يتحدث عن قيام الساعة وعلاماتها، وهو ما تسابق اليهود للترويج له، وحاولوا التأكيد على فهمه ضمن مواضيع محددة مثل أن اليهود هم شعب الله المختار وأبناء الرب، قبل أن تتوسّع تلك المواضيع لتشمل أرض الميعاد، وأنه لا عودة للمسيح إلا بعد عودة اليهود إلى أرض الميعاد وبناء الهيكل، وغيرها من المواضيع التي شكّلت المذهب البروتستانتي، مثل أن العهد الجديد (الإنجيل) هو مكمّل للعهد القديم، وأن المسيح ما هو إلا نبي من أنبياء بني إسرائيل مستغلّين بذلك تأكيدات “مارتن لوثر” على ضرورة دراسة اللغة العبرية لفهم الكتاب المقدس بشكلٍ صحيح، لتصبح اللغة العبرية علاوةً على كونها ثقافة عامةً فهي واجب ديني.
تراجع “مارتن لوثر” عن آراءه ونشره لكتاب “أكاذيب اليهود”
بعد أن ساهم كتابه “المسيح وُلد يهودياً” على مدى أكثر من عشرين عاماً في عودة الاحترام لليهود، وجعل العهد القديم (التوراة) مصدر إلهامٍ للمسيحيين البروتستانت، كتب القس الألماني كتابه “أكاذيب اليهود” عام 1544م -قبل وفاته بعامين- والذي يناقض فيه كل أفكاره السابقة عن اليهود، ولعل أحد أهم أسباب نشره لكتاب “أكاذيب اليهود” كان فشله في جذب اليهود للمسيحية، واستفادة اليهود من كتابه أكثر من استفادته منهم، علاوةً على فهمه بعد كل تلك السنوات إلى تركيبتهم العنصرية وحقدهم، وتحريفهم نصوص التوراة -كما يقول هو في كتابه-.
ويقول المؤرّخون، أنه في آخر عظةٍ منبرية ألقاها حذّر من اليهود، وقال فيها نصّاً:
“… فكونوا أشدّاء على هؤلاء اليهود، الذين لا ينفكّون عن اتهام المسيح -عليه السلام- بالتجديف، وإن اليهود يضعون نصب أعينهم سلب حياتنا وعافيتنا وكرامتنا وما نملك، وقد فرغ مني الصبر ولا طاقة لي على الأخذ والرد معهم في الجدل والكلام، وبصفتي الوطنية، أريد أن أتوجه إليكم بهذا التحذير للمرة الأخيرة، فلا تشتركوا مع هؤلاء في شيءٍ يوقعكم في الخطيئة، وأنتم تعلمون أنني أريد لكم الخير جميعاً، أمراء ورعية”
تقسيم اليهود من وجهة نظر مارتن لوثر
يرى “مارتن لوثر” بأن اليهود قسمين، القسم الأول هم اليهود الذين أخرجهم موسى من مصر إلى أرض كنعان كما أمره الله، وإليهم أعطيت الشريعة التي كان عليهم العمل بها في أرض كنعان.
القسم الثاني هم اليهود الذين كانوا تحت حكم القيصر ولم يكونوا تحت حكم موسى، ويرى “مارتن لوثر” أن اليهود في وقته هم من هؤلاء، ولم يكن لموسى علاقة بهم ولا يعملون بأي حكم من أحكام شريعته.
هل كان تراجعه عن رأيه حول اليهود هو تناقض “مارتن لوثر” الوحيد؟
ربما كان تناقض أفكاره حول اليهود بين “المسيح وُلد يهودياً” و “أكاذيب اليهود” أحد الأسباب التي تجعل القارئ يحاول الاطلاع أكثر على حياة “مارتن لوثر” وتغيّر أفكاره، والمطّلع على أفكاره يجد الكثير من التناقضات، فعلى سبيل المثال، ووسط حربه مع الكنيسة، كانت آراءه وأفكاره هي المحرك الأساسي لما عُرفت بثورة الفلاحين بين عامي 1524-1525م، وعندما طالب الفلاحون بأن يتم تحكيم “مارتن لوثر” في أمر مطالبهم، ردّ عليهم بكتابٍ مليءٍ بالهجاء للفلاحين جاء في نصّه:
“إلى زمرة الفلاحين النهابين والقتلة، اسحقوا واذبحوا واطعنوا، فإن قتل المتمرد كقتل كلبٍ مسعور”
وفهمت الحكومة من ذلك أن “مارتن لوثر” يدعمها، وقامت في الخامس عشر من مايو عام 1525م بسحق وقتل أكثر من ثلاثين ألفاً من الفلاحين، وحُشر الكثير منهم في حظائر وأُعدموا بالمدفع.
كما قام “مارتن لوثر” بإصدار فتوى خاصة للأمير “فيليب” للزواج من امرأة أخرى غير زوجته الأولى بالرغم من أنه لم يُطلّقها، بالرغم من أن عقوبة تعدد الزوجات حينها كانت الإعدام، إلا أن “مارتن لوثر” أنكر ذلك وأرسل إلى صديقه يقول، أن لفظ “نعم” سرّاً يجب أن يظل “لا” في العلن لصالح الكنيسة!
يقول المؤرخ الأمريكي “ول ديورانت” في كتابه “قصة الحضارة” عن طبيعة “مارتن لوثر” وتناقضاته الجمة:
“كان الفخر يشيع وسط تعبيراته الدائمة عن التواضع، وكان عقيدياً ضد العقيدة، مفرطاً في الحماسة، لا يُبدي أي مجاملةٍ لخصومه، متشبثاً بالخرافات، في الوقت الذي يسخر فيه منها، ويندد بالتعصب، ويمارسه في الوقت نفسه، وهكذا لم يكن قدوة أو مثلاً أعلى للفضيلة، ولكنه رجل جمع متناقضات الحياة، وقد اعترف قائلاً: “لك أكن أتوانى عن الانقضاض على خصومي بلسانٍ حادن ولكن ما فائدة الملح إذا لم يكن لاذع الطعم”
في المقال القادم سأتحدث عن “جون كالفن” تلميذ “مارتن لوثر” العبقري، ومن هم فرقة “التطهيريون” الذي ساهم “كالفن” في نشأتها وظهورها في إنجلترا، والتي أصبحت فيما بعد نواة البروتستانتية في أمريكا.
تعريفات:
-
¹ التجديف: أو ازدراء الدين، هو عدم إظهار التقدير والاحترام تجاه شخصيات مقدسة في ديانةٍ ما أو تجاه رموز دينية أو عادات ومعتقدات معينة.
One comment