تخيّل ما الذي يبقى للإنسان لو فقد نعمة السمع والبصر؟
حينما تعود لإلقاء نظرةٍ على هذا العالم، قد تجد أن كل جمالٍ تراه العين ويسمعه البصر، ودون تلك الحاستين لا يبقى للحياة طعمً أبداً.
ولكن؛ هل نحن نرى بأعيننا فقط؟ وهل نسمع فقط بآذاننا؟
أحياناً نحن نعيش على صندوق ذكرياتنا، نرى جمالاً قد لا نراه ونحن مُبصِرين، نعيش على وقعِ تلك الأصوات التي احتفظت ذاكرتنا بها، والتي ربما لم نسمعها سوى لمرةٍ واحدةٍ فقط، ورسخت في أذهاننا، حتى أصبحت بُعداَ ثالثاً نرى من خلاله جمال هذه الحياة.
أخبرني الآن؛ ألم يُصَوّر لك -ولو لمرةٍ- وجه ذلك الذي تشتاقه وكأنّه أمامك؟
ألم تسمع يوماً صوتاً يشابه صوتاً كنت قد اعتدت على سماعه وغاب عنك، فالتفتّ بكلِّ ما أُوتيتَ من شوقٍ رغم أنّك تعي بأن كل ذلك عبث ذاكرة؟
القلب يا صديقي وطن الذاكرة الأول، وذكرياتنا سادتنا، أولئك الذين نعيش على إتّباعهم، وهم يقتاتون علينا!