معضلة العقل والروح

حين تسأل: ما هي الحياة؟ سيُجيبك كل شخصٍ بإجابةٍ مختلفة، إلا أن كل تلك الإجابات تقع في دائرة “العقل والروح”!

أرواحنا، ذلك الكيان المبهم الذي لن نستطيع فهمه، وعقولنا -والتي وإن تغلبت أحياناً على الروح- إلا أنه يبقى شيئٌ بداخلها يُعيدنا إلى كل تلك القرارات التي كسرنا فيها حظوة الروح، لنكتشف لاحقاً أن لحظاتٍ كثيرة من حياتنا أضعناها في السؤال عما إذا ما كان العقل هو الأجدر بالانصياع له، أم أن نستمع لما تُمليه علينا قلوبنا!

وصدقني، لن تستفيد من البحث عن جوابٍ لذلك السؤال العقيم، فحتى هذا السؤال سيُجيبك عنه كل شخصٍ بإجابةٍ مختلفة، فمن خالف عقله واتّبع قلبه واكتشف أن اختياره كان خاطئاً سيُحذّرك من قلبك، ومن فعل عكس ذلك سيقول لك واثقاً: اتّبع قلبك!

هذه المعضلة ستنجلي متى ما تذكّرنا حديث جابرٍ بن عبد الله -رضي الله عنه- حين قال: “كان رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم- يُعلّمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يُعلّمنا السورة من القرآن”

ذلك أن الروح والعقل لله وحده -وإن بدا لنا أنها تحت طوعنا- ولكننا لا نملك السلطة المطلقة عليها، فلا بأيدينا نحب ولا بأيدينا نكره، وليس بوسعنا أن نعلم صواب اختيار العقل حتى يحدث.

قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم-: “من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله”

حين نتذكّر أن هذا العالم كله لله، ونعي أن قلوبنا -متى صَفَت- سيُكافئها الله ويُخيّرها للأفضل، سنطمأن، ولن نضطر للعودة للسؤال عن جدوى اختياراتنا، فنحن حينها بين يدي الله!

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s