قدّسوا مشاعركم

لم ينسَ الله تعالى في كتابه العزيز تلك المشاعر الانسانية البسيطة كالحاجة إلى العطف والاحتواء والحب والتقدير، لأن تلك المشاعر -ورغم بساطتها- إلا أنها تُشكّل طاقة الانسان وروحه.

لما وصل موسى -عليه السلام- مدين، كان حاملاً في جوفه من المشاعر والقصص الشيء الكثير، ولم ينسَ القرآن هذه اللحظة النفسية، فقال تعالى {وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ}. “القصص” وليس قصة هروبه من فرعون فقط، بل قصّ عليه كل قصص خوفه وفرحه وحزنه وفقده وكل شيء، فقال له -بعد أن أصغى السمع- وليرفع عنه ثقل الشعور: {لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}

النفس البشرية بكل مخاوفها الطفولية، وأحاسيسها الضئيلة والكبيرة، هي ذات مكانةٍ عند خالقها، لذلك قدّسوا مشاعركم ولا تلقوها لكل عابر.

أضف تعليق