إيران، اللعب على المكشوف

عندما أعدمت السعودية “السعودي” نمر النمر ومعه 46 شخصاً آخرين بتهم تتعلق بالإرهاب، تباكت إيران -التي تحتل المركز الثاني لأحكام الإعدام في العالم- على حقوق الانسان في السعودية، ونصبت نفسها مدافعاً عن حقوق الأقليات الشيعية في المنطقة العربية، وهي من نكلت -ولا تزال- بالأقليات العرقية داخلها، كالبلوش والأذريين والعرب في الأحواز.

والمطلع على السياسات الإيرانية والتاريخ الطائفي والعرقي لإيران يوقن بأن كل ما تفعله إيران ليس لأهداف مذهبية، بل محاولة لدفع عجلة مشروعها الفارسي-الصفوي في المنطقة العربية مستخدمة التشيع كوسيلة.

هذا الصراع الفارسي-العربي لم يكن وليد اللحظة، فجميعنا يتذكر حادثة إعدام صدام حسين بأيادي الشيعة في يوم عيد الأضحى وما مثل ذلك من إهانة لملايين المسلمين السنة حول العالم، فقد كان صدام هو أكبر عائق للمشروع الفارسي-الصفوي في المنطقة.

كانت الصفقة حينها بين إيران وأمريكا كالتالي: لأمريكا النفط، ولإيران الأرض وقد كان.

فقد سلمت أمريكا -وبعد احتلال دام قرابة الثمانية أعوام- مفاتيح العراق إلى إيران عبر وكلائها هناك، لتسارع إيران في تنفيذ المرحلة التالية من مخططها.

فقد أصبحت العراق مسرحاً مفتوحاً لأعمال العنف الطائفي والفوضى والتفجيرات، ومرتعاً لأنشطة التنظيمات الإرهابية التي ساعدتها إيران مادياً وعسكرياً للتمدد في المناطق السنية في العراق، فداعش على سبيل المثال لم تخض معارك ضد الجيش العراقي، بل كانت تبسط سيطرتها على المناطق التي ينسحب منها الجيش مسبقاً.

أخذت إيران تتمدد في المنطقة إما عبر وكلائها كميليشيا جيش المهدي في العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، أو بشكل مباشر كما يحدث الآن في سوريا.

هذا التدخل الفج في سوريا يظهر بوضوح خطورة المشروع الفارسي-الصفوي، ويظهر أيضاً كذب الشعارات الإيرانية التي تروج لنصرة المظلومين، فما يحدث الآن في مضايا وما أنتجه من كوارث إنسانية وحالات تجويع لا يوازيه إلا ما حدث في مجزرة سربرنتيسا خلال الحرب الصربية-البوسنية.

ما تفعله إيران في المنطقة، دعمه الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية فأصبحت أكثر شراسة وطموحاً لتحقيق أهدافها، ولم تجد السعودية بداً من وقف هذه التجاوزات الإيرانية في المنطقة، التي بدأت في البحرين ووصلت إلى الحدود الجنوبية السعودية.

ردة الفعل السعودية أثبتت لإيران بأن مخططها بات واضحاً للجميع، ولن يبقى بدون مجابهة، وفيما تحاول إيران الآن تهدئة الوضع عبر إعتذارها للمملكة، وما أعلنته وسائل إعلامها من إلقاء القبض على المتهمين بأعمال العنف ضد السفارة والقنصلية السعودية، ستستمر بحربها بالوكالة عبر أذرعها العسكرية في المنطقة -فهي تعلم بأنها أضعف من المواجهة المباشرة- وسيستمر التصعيد في منطقتنا ولن يوضع حد لتلك الفوضى التي صنعتها إيران وراح ضحيتها الأبرياء!

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s