أخطر شيءٍ معرضٌ له الانسان في مجتمعاتنا ليس الموت، فالموت في هكذا ظروف شيءٌ إيجابيٌ، خاصةً إذا ما كان موتاً سريعاً، الأخطر من الموت هو تشويه صورة الانسان تماماً..
لنعترف أن مجتمعاتنا تعتبر بيئة خصبة لتوليد العنصريين والمعقدين والمتطرفين وكل أصناف البشر ذوي الصفات المفزعة، فمن الصعب على أي شخصٍ يعيش في مجتمع يُقيّد حركته وينتقد كافة تصرفاته الجيدة منها قبل السيئة أن يخرج بدون عقدة نفسية كما من الصعب أن يخرج طفل تربى على الضرب والإهانة أمام الناس من دون تشوهات نفسية..
حتى لو حاولت بكافة الطرق أن تقاوم أي صفة من تلك الصفات، ستصيبك شظايا صراعات المجتمع حولك، وإن حاولت الاحتفاظ بمبادئك لتتعامل بها مع الناس ستجد في النهاية أن الأمر بات مرهقاً بشكل كبير، لتجد نفسك في النهاية أصبحت ككل من انتقدتهم سابقاً، وهذا هو الخطر الأكبر الذي يواجه أصحاب الضمير والانسانية في هكذا مجتمع..
إنه الوباء المنتشر الذي يحولك لمسخٍ في أبشع صورة، ولا سبيل لك إلا مقاومته بقدر استطاعتك على أمل أن تتغلب عليه أو تموت قبل أن يصيبك.