التافهون، هم نوع من الكائنات الحية “الطفيلية” تتواجد في كل مكان، وتتكاثر حول مستنقعات المياه الراكدة، يغريها “النور” وتثيرها الأضواء الكاشفة.
وهم -كبقية البشر- يأكلون ويشربون، يملكون عقولاً وألسنة ولوحات مفاتيح ويوزرات.
التافهون، هم بشر يملكون كل المقومات كي يصبحوا أدوات فعالة في المجتمع، ولكنهم آثروا إلا أن يصبحوا عالة عليه.
التافهون، ليسوا أغبياء أو مغفلون، بل تجد الكثير منهم على درجة عالية من الذكاء، ولكنه يوظف ذكائه لتحقيق أعلى معدلات التفاهة.
التافهون، يجيدون الحديث عن الأخلاق والفضيلة، ولكنها كلمات لا تتعدى ألفاظها، ليس لها في حياتهم معنى أو وجود.
التافهون، تحركهم شهواتهم، وتتحكم بهم غرائزهم، تجدهم في الأسواق التجارية، وعلى صفحات الانترنت، همومهم لا تتعدى أي مطعم سيتعشى به، وأي مدينة سيقضي إجازته بها، وأي حفل سيحضره، وأي رقم جوال مميز أو لوحة سيارة سيحصل عليها.
التافهون، تتلخص أهدافهم بالوصول إلى أكبر عدد من المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي، أياً كانت الوسيلة، فهو على استعداد إلى أن يشتم عرضه في سبيل الشهرة.
التافهون، يمرون على هذه الحياة، وكأنها لم تمر بهم!